بقلم: فوزي الديماسي
بئر حليمة، قرية نائية، متعبة، تجلس على الطريق الرابطة بين الفحص وزغوان، تحرسها الجبال ، ويبثّ فيها كرم الأهل هناكسكينة استقبال الحياة ، وفي كفّها الغار ، وفي كفّها العدم ، هي قرية ممتدّة الأطراف ، تحكي الشعب التونسي ، وتحاكيه ، في طيبته ، وكرم أخلاقه ،وتسامحه ، ووسطيّته ، قرية يتعايش فيهاالتراث الديني ( الإسلامي / المسيحي ) ، ويلقى من الأهل العناية والرعاية . جامعوكنيسة ، جنبا إلى جنب ، يزفّان للقرية خاصة ، ولتونس عامّة آيات سموّ الروح ، وصفاء القلب التونسي الدافئ ، القلب المتجذّر في هويّته ، وجذوره ، والمحترم للآخر ، ورغم قلّة ذات اليد ، والفقر المخيّم على تلك الربوع ، إلا أنّ طيبة الأهالي جعلتهم يعتنون بتلك الكنيسة ، لتبقى شاهدة على مرّ العصور على احترام الشعب التونسي لثقافة الاختلاف ، والتعدّد ، ورغم جهودهم الفرديّة المبذولة تبقى طقوس الصيانة ، والعناية منقوصة ، وفي حاجة لدعم حكومي ، كماتحتضن هذه القرية مقبرة مسيحيّة ايطالية ، اندثرت ، وحلّ بها الإهمال ، ففقدت معالمها ،وذهبت ريحها ، كما يوجد بعض من الذاكرة الوطنية المائية ” الحنايا ” ، وقد امتدّت إليها أيادي العبث ، فطمست بعضا من معالمها ، فذهب بعضها ، و” بئرحليمة ” رغم أنّها قرية صغيرة حجما ، لكنّها كبيرة بتراثها ، وتاريخها، وطيبةأهلها ، ولكن تراثها ، وهو تراث وطنيّ في طريقه للاندثار في غياب العناية ، والرعاية، والصيانة ، والمساعدة ، والرقابة الرسميّة ، وما يثلج الصدر في تلك المناطقالجميلة بطبيعتها ، وجود مدرسة بئر حليمة على الطريق ، فهي فضاء يبعث في العقول نور الوطنيّة ، وضياء المواطنة ….
بير حليمة قديما بير جليمة اليوم
________
عدسة: عبد الرحمان سقير