فكيف أنجو الآن
من كمّاشة الذّكرى الّتي كالأخطبوط ؟
وكيف لي توجيه باخرتي
وهذا الموج أعلى من يدي؟
سأزيّن الموت الّذي هو موتها
لأقول إنّ الموت أجمل ما يكون
وأنها رحلت بكلّ بهائها
لو أنّها ظلّت على قيد الحياة
لحوّلتها آلة الزمن الذي يجري
من امرأة بكلّ زرافة المعنى
إلى امرأة تعيش فقط
لتنجب
أو لتأكل
أو لتعمل في مؤسسة ستأكلها
فتأكل ما لها من أخضر الأغصان
في جسد سيذوي لا محالة عاجلا كالأقحوان
لذا فإنّ رحيلها قبل الأوان
بفعل تحليق الفراشة فوقها
هبة لها
في أوّل العمر الجميل
———
* شاعر وإعلامي تونسي